Selasa, 10 November 2009

الأسلوب في اللغة العربية

الأسلوب في اللغة العربية
تقديم : علي معصوم

Abstrak: Bahasa Arab mempunyai ketentuan yang mengatur para pemakainya dalam berkomunikasi. Dengan ketentuan tersebut pesan yang terkandung di dalamnya dapat tersampaikan, ditangkap, dan dipahami dengan baik dan benar oleh masing-masing pelaku komunikasi (penutur dan petutur). Uslub adalah salah satu kajian yang penting dalam bahasa Arab, karena uslub merupakan kajian yang membahas tata cara atau gaya yang dipakai oleh seseorang dalam mengungkapkan ide atau perasaannya kepada orang lain. Uslub dipergunakan sesuai dengan tujuan dan topik pembicaraan. Terdapat tiga kajian yang membahas penggunaan uslub yaitu: ilmu Bayan, ilmu Ma’ani dan ilmu Badi’. Percampuran antara bahasa Arab dan non Arab (‘ajam) mengharuskan terjadinya Arabisasi uslub.

Kata kunci: al-Uslub, al-Lughah al-Arabiyah

إن اللغة هي أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، فهو يوضح الطبيعة الصوتية، للغة وظيفتها الاجتماعية وهي التعبير وإطار إجتماعي تختلف فيه إختلاف الجماعات الإنسانية، وتبين التعريفات الحديثة أنها نظام من الرموز متكامل معقد (إبن جنّى، ١٩٥٦ ׃٢٣).
واللغة ليست من الأمور التي يصنعها فرد معين أو أفراد معينون وإنما تخلقها طبيعة الاجتماع، وتنبعث عن الحياة الجمعية، وما تقضيه هذه الحياة من تعبير عن الخواطر وتبادل الأفكار، وكل فرد منا
ينشأ فيجد بين يديه نظاما لغويا يسير عليه مجتمعه، فتلقاه عنه تلقيا بطريق التعلم والمحاكاة، كما يتلقى عنه سائر النظم الاجتماعية الأخرى، ويصبّ أصواته في قوالبه، و يجتذيه في تفاهمه وتعبيره (عبد الواحد وافي، ١٩٨٣: ٦)
وبالنسبة للغة العربية، أنها لغة الإسلام والمسلمين منذ بزوغ فجر الإسلام. فإنها أقدم لغة حية في العالم لم يعترها التغيير والتبديل، فكانت طوال أربعة عشر قرنا من الزمان وعاء للحضارة الإسلامية العالمية في مشارق الأرض ومغاربها، كما أنه فوق هذا كله قد اكتسبت اللغة العربية مكانة عالمية بين اللغات المعروفة. فالعربية إذًا ليست لغة دين وحضارة فحسب، بل هي لغة إتصال عالمي كذلك. (اسماعيل صيني، ١٩٨٣: هـ)
وللغة العربية - ككونها لغة دين أوحضارة أو اتصال - مصطلحات عديدة، ومنها الجملة والتعبير والتركيب والأسلوب، وكل ذلك يرجع إلى معنى واحد عند اللغويين والمحدثين، ولكن هناك فرق بينها، خاصة عند استعمالها في وضع المعنى في كلام العرب، فالمصطلحات الثلاث الأولى - الجملة والتعبير والتركيب - تستعمل غالبا في مجال علم النحو وأما الأسلوب فكأنه مستعمل في عمود علم البلاغة. وبناء على ذلك، فهذه المقالة البسيطة تبحث فيما يتعلق بالأسلوب في العربية، من مفهومه وأنواعه وقواعده وأهمية معرفته في تعليم اللغة العربية.
أ. مفهوم الأسلوب في العربية وأنواعه.
الأسلوب لغة هو السطر من النخيل وكل طريق ممتد، والأسلوب هو طريق الوجه والمذهب، يقال " أنتم في أساليب سوء"، الأسلوب الطريق تأخذ فيه، الأسلوب بالضم: الفن، يقال "أخذ فلان في أساليب من القول" أي أفانين أو فنون منه وأن انفه لفي أسلوب إذا كان متكبرا (ابن منظر، د.س: ٤٧٣). وذكر في المنجد أن الأسلوب هو الطريق أي الفن من القول أو العمل (مألوف، ١٩٨٦ ۳٤٣:)
وأما الأسلوب اصطلاحا فهو المعنى المصوغ في ألفاظ مؤلفة على صورة تكون أقرب لنيل الغرض المقصود من الكلام وأفعل في نفوس سامعيه (الجارم، ١٩٥٧ ١٢: ). وقال شمس الدين (١٤٢١ هـ٢٩ ) أن الأسلوب هو الطريقة التي يعبر بها الإنسان عن أفكاره ومشاعره، وأداة اتصال وحامل للمعلومات، وكان اكثرهم قدرة على التأثير في نفوس سامعيه. وبعبارة أخرى أن الأسلوب هو الطريقة التي يتبعها الفرد

في التعبير عن أفكاره ومشاعره (زين العالم، د.س: ٣).
وصياغة الأسلوب الجميل فن يعتمد على الطبع والتمرس بالكلام البليغ، وتتكون من الجمل والعبارات والصور البيانية. وأنواع الأسلوب ثلاثة، وهي الأسلوب العلمي والأسلوب الأدبي والأسلوب الخطابي ( شمس الدين، ١٤٢١ هـ ٢٩: ) ، والتفاصيل لهذه الثلاثة كمايلي:
١. الأسلوب العلمي
للأسلوب العلمي عنصران أساسيان، هما: الأفكار والألفاط. وهذا الأسلوب هو أهدأ الأساليب وأكثرها حاجة إلى المنطق السليم والفكر المستقيم وأبعدها عن الخيال الشعري لأنه يخاطب العقل ويتناول الحقائق العلمية بالشرح والتوضيح من دون غموض أو ابهام ( شمس الدين، ١٤٢١هـ ٢۹:).
وأظهر ميزات هذا الأسلوب الوضوح و لابد أن يبدو فيه أثر القوة والجمل أي قوته في سطوع بيانه ورصانة حججه وجماله في سهولة عباراته وسلامة الذوق في اختيار كلماته وحسن

إقراره المعنى في الافهام من أقرب وجوه الكلام.
فيجب أن يعني فيه باختيار الألفاظ الواضحة الصريحة في معناها الخالية من الاشتراك وأن تؤلف هذه الألفاظ في سهولة وجلاء حتى تكون ثوابا شفا للمعنى المقصود وحتى لاتصبح مثارا للظنون ومجالا للتوجيه والتأويل. (الجارم، ١٩٥٧ ١٢: ).
٢. الأسلوب الأدبي
للأسلوب الأدبي ثلاثة عناصر أساسية، وهي الأفكار والألفاظ والصور. وأبرز خصائص هذا الأسلوب الجمال ويعود هذا الجمال إلى القدرة في التعبير باستعمال الخيال والدقة في التصوير ولباس المعنوي ثوب المحسوس وإظهار المحسوس في صورة المعنوي.
ومن خصائص الأسلوب الأدبي أيضا العاطفة التي تعبر عن نفسها في أشكال كثيرة فتجنج إلى الخيال ولا تقنع بالواقع المحسوس، لذلك يقول النقاد: إن الخيال وليد العاطفة وهو الذي ينتج الصور الكثيرة التي تشيع الروعة في البيان الأدبي (شمس الدين، ١٤٢١ ٣٠:).


ولذا يعرف أن للأسلوب الأدبي هدفا وهو اثارة عاطفة السامع أو القارئ والتأثير في نفسه ويمتاز باختيار الألفاظ والتأنق والمبالغة في التعبير والعناية بالصور الخيالية والحرص على موسيقي العبارة وجرس الألفاط (زين العالم، د. س.:٦٠) ومن أمثلته الشعر في وصف جمال المرأة " كأنك شمس والنساء كواكب  إذا طلعت لم يبد منهن كوكب " (زين، د.س. : ۸)
٣. الأسلوب الخطابي
هذا الأسلوب يعتمد على قوة المعاني والألفاظ والحجة والبرهان. والعقل الخصيب يتحدث الخطيب مع سامعيه يستثير عزائمهم ويستنهض هممهم ويحاول النفاظ إلى قرارة أنفسهم للوصول إلى غايته، ومما يزيد في تأثير هذا الأسلوب مكانة الخطيب وقوة حجته وسطوع برهانه ووضوح أدلته ونبرات صوته وجمال آدائه.
ومن أهم خصائص هذا الأسلوب التكرار واستعمال المترادفات وانتقاء الكلمات ذات الايحاء القوي وتعاقب ضروب التعبير من إخبار إلى استفهام او إلى تعجب او إلى استنكار، وأن

تكون مواطن الوقف فيه قوية ومؤثرة في النفس (شمس الدين، ١٤٢١هـ ٣١:)
ب. قواعد الأسلوب في العربية
وللغة العربية مصطلحات عديدة كالجملة والتعبير والتركيب والأسلوب. فالمصطلحات الثلاث الأولى تستعمل غالبا في مجال علم النحو بخلاف الآخر وهو الأسلوب فكأنه استعمل في عمود علم البلاغة بحق (حسن عباس، ١٩٨٥ ٣٩:). فبناء على أن الأسلوب استعمل في عمود علم البلاغة.
فالبلاغة هي تأدية المعنى الجليل واضحا بعبارة صحيحة فصيحة، لها في النفس أثر خلاب مع ملاءمة كل كلام للموطن الذي يقال فيه والأشخاص يخاطبون. فعناصرها إذ لفظ ومعنى وتأليف للألفاظ تمنح قوة وتأثيرا وحسنا ثم دقة في اختيار الكلمات والأساليب على حسب مواطن الكلام ومواقعه وموضوعاته وحال السامعين والنزعة النفسية التي تتملكهم وتسيطر على نفوسهم. (الجارم، ١٩٥٧ ۹:)
وتسهيلا للكاتب على البحث في قواعد الأسلوب في العربية، فالبحث ينقسم إلى ثلاثة مباحث وهي: (١) المجاز والكناية والنقل واستخدام الجمل في غير أبوابها، و (٢) اختلاف استخدام الأساليب

باختلاف الموضوعات، و (٣) تعريب الأساليب. والتفاصيل لهذه الثلاثة كمايلي.
١. المجاز والكناية والنقل واستخدام الجمل في غير أبوابها
يكثر في اللغة العربية استعمال الألفاظ والتراكيب في غيرما وضعت له لأغراض بلاغية، كتوضيح المعنى والمبالغة في تقريره والإبانة عنه أو الإشارة إليه في قليل من اللفظ أو عرضه في صورة جذابة وما إلى ذلك. ويبدو هذا الاستعمال في عدة مظاهر يرجع أهمها إلى الأبواب الأربعة المدونة في عنوان هذه الفقرة، والتفصيل كما يلي.
١.١ المجاز
فيستخدم اللفظ أحيانا في غيرما وضع له لتشبيه أمر بأمر في صفة ما ويسمى هذا مجازا بالاستعارة (السكاكى، د.س: ٣٥٩). ويسمى المجاز باستعارة تصريحية إن كانت في الاسم وذكر
المشبه به، مثل " يخرجهم من الظلمات إلى النور". ويسمى باستعارة مكنية إن حذف المشبه به ورمز إليه بخاصة من خواصه، مثل " يغمر كرمه المغوزين" ويسمى باستعارة تبعية إن كانت في غير الاسم، مثل

"يلتهم العلم التهاما". (شمس الدين،١٤٢١ هـ: ٧٣ ـ ٧٠).
ويستخدم اللفظ أحيانا في غير ماوضع له لعلاقة أخرى غير المشابهة بين المعنيين كالعلاقة السببية والمسببية...وهلم جرا، ويسمى هذا مجازا مرسلا، مثل " له علي يد" أي نعمة سببها اليد، و "ينزل لكم من السماء رزقا" أي مطرا يتسبب عنه الرزق (الهاشمي، ١٩٦٠ ٦٩٦:)
ويستخدم التركيب أحيانا في غير ما وضع له لتشبيه حالة بحالة، ويسمى هذا المجاز استعارة تمثيلية مثل " رمى عصفورين بحجر واحد" قاصدا للتعبير عن تحقيقه غرضين بعمل واحد. وقد يستند الفعل إلى غير محدثه الحقيقي لغرض بلاغي، ويسمى هذا المجاز مجازا عقليا مثل " بنى الأمير المدينة " (الهاشمي،١٩٦٠ ٦٩٦:).
١٠٢ الكناية
وتطلق العبارة أحيانا ويراد بها ما يترتب على مدلولها ويلزمها، وذلك كقوله في الكناية عن الكرم مثل: " زيدكثير الرماد" أي كريم، وعن الشجاعة مثل" زيد طويل النجاد" أي شجاع عظيم، وعن تمام قدرة الله تعالى مثل قوله تعالى " والسموات مطويات بيمينه" ، وعن قوة التمكن والاستيلاء مثل قوله تعالى " الرحمن على العرش استوى" ، وعن المصريين مثل" أبناء النيل" ...وهلم جرا.
١٠٣النقل
وقد يغلب استعمال اللفظ في غيرما وضع له على طريق من الطرق السابقة حتى ينسلج عن معناه الأصلي أو يكاد، ولا ينصرف الذهن عند إطلاقه إلا إلى هذا المعنى الجديد (عبد الواحد الوافي، د.س : ٢٢٧). ويبدو النقل في العربية في عدة صور، أهمها الصور الأربع الآتية.
1. أن يغلب استعمال اللفظ في معنى على سبيل المجاز لعلاقة المشابهة أو غيرها حتى يصير المعنى المجازي هو الذي ينساق إليه الذهن عند إطلاق اللفظ. وذلك ككلمة "الفصاحة"، فان معناها الأصلي صفاء اللبن وذهاب رغوته، ثم شاع استعمالها في صفاء القول وحسن بيانه لعلاقة المشابهة بين المعنيين، حتى أصبح المعنى المجازي هو المتبادر من اللفظ عند إطلاقه.
ب. أن يغلب استعمال اللفظ الموضوع في الأصلي لمعنى كلى يتناول عدة جزئيات في جزء خاص من
هذه الجزئيات، حتى يصير هذا المعنى الجزئي هو المتبادر من اللفظ عند الإطلاق. أصلي الخسيس من كل شيء، ثم غلب استعمالها في الخسيس مما يلبس ويفرش، حتوذلك ككلمة "الرث" ، فإن معناها الى أصبح هذا المعنى هو الذي ينساق إليه اللفظ عند إطلاقه.
ج. أن يغلب استعمال اللفظ الدال على معنى خاص في مدلول عام على طريق التوسع، حتى يصير هذا المعنى العام هو المتبادر من اللفظ عند إطلاقه. وذلك ككلمة : " البأس" فان معناها الأصلي الحرب، ثم غلب استعمالها في كل شدة، ثم أصبح هذا المعنى العام هو المتبادر إلى الذهن.

د. أن ينقل اللفظ نقلا مقصودا من معناه الأصلي اللغوي إلى معنى إصطلاحي علمي أو مدني لعلاقة ما بين المعنيين، فلا يتجه الذهن عند استخدامه في هذه الشئون الإصطلاحية إلى غير معناه الحديث. وذلك ككلمات" الصلاة والصوم والزكاة والحج" عند الفقهاء، و" الفاعل والمفعول والظرف والحال والتمييز " عند النحويين، ...وهلم جرا.

١٠٤ استخدام الجمل في غير أبوابها
وكثيرا ما تتحول الجمل عن أبوابها الأصلية لأغراض بلاغية، ومنها ما يلى.
1.استخدام الجمل الخبرية في أمور أخرى غير الأخبار كالاسترحام والاستعطاف مثل " إني فقير إلى عفو ربي" أو التحذير مثل " أبغض الحلال إلى الله الطلاق" أو الفخر مثل " إن الله اصطفاني من قريش" أو المدح مثل " فإنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهن كوكب " ...وهلم جرا. (الهاشمي،١٩٦٠ ٥٥-٥٤:)
2.إستخدام جمل الأمر في غير معناها الأصلي، كالدعاء مثل "رب أوزعني أن أشكر نعمتك" ، او التهديد مثل " اعملوا ماشئتم إنه بما تعملون بصير"، أو التعجيز مثل " فأتوا بسورة من مثله" ، أو الإكرام مثل" أدخلوها بسلام أمنين"...وغير ذلك. (عتيق،١٩٨٥ ۷٥:)
ج. استخدام جمل النهي في غير معناها الأصلى، كالدعاء مثل "ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا او أخطأنا"، أو الإرشاد مثل " لاتسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم"، أو التهديد مثل "لاتطع أمري"، أو الكراهة مثل "لا تلتفت وأنت في الصلاة"... وهلم جرا (الهاشمي، ١٩٦٠ ٨٤-٨٦:)
د. استخدام جمل الاستفهام في غير معناها الأصلى، كالأمر مثل " فهل أنت منتهون"، أو النفي مثل " هل جزاء الإحسان إلا الإحسان"، أو الوعيد مثل "الم تر كيف فعل ربك بعاد" ، أو النهي مثل " أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه"،...وغير ذلك (الهاشمي،١٩٦٠ ٩٥-٩٣:)
هـ. استخدام جمل النداء في غير معناها الأصلي، كالاستغاثة مثل "يا الله للمؤمنين"، او التحسر مثل "يا ليتني كنت ترابا"...وهلم جرا ( الهاشمي،١٩٦٠ ١٠٧-١٠٦: )
وخلاصة القول أن للأبواب السابقة جميعها فضلا كبيرا في سمو الأساليب العربية وشدة تأثيرها في النفوس وقوة بلاغتها وحسن بيانها ومرونة تعبيرها ومطابقتها لمقتضيات الأحوال، وما وصلت إليه من مكانة منقطعة النظير في ميادين الشعر والخطابة والنثر والفن ومختلف فروع الآداب الأخرى.

٢. اختلاف استخدام الأساليب باختلاف الموضوعات
تسير أساليب اللغة العربية وفقا لقواعد كثيرة يرجع أهمها إلى ثلاثة طوائف. (عبد الواحد الوافي، د.س: ٢٣٤). وهذه الثلاثة لهي:
1.القواعد المتعلقة باستخدام المفردات والتراكيب في معانيها الأصلية والخروج بها عن هذه المعاني، وهي القواعد التي يسير عليها الأسلوب العربي بصدد الحقيقة والتشبيه والمجاز والكناية والنقل وما إلى ذلك. ولشرح هذه النواحى ومواطن استخدام كل منها أنشئ علم خاص وهو علم البيان.
ب. القواعد المتعلقة بمطابقة الكلام لمقتضيات الأحوال، وهي القواعد التي يسير عليها الأسلوب العربي بصدد توكيد الكلام وإطلاقه والإطناب في القول والإيجاز فيه ومساوته لما يراد التعبير عنه وطرق استخدام الجمل الخبرية والإنشائية وغير ذلك. ولشرح هذه القواعد وأسباب تحقيقها لبلاغة الكلام ومطابقته لمقتضى الحال أنشئ علم خاص وهو علم المعاني.
ج. القواعد المتعلقة بما تتضمنه العبارات العربية أحيانا من محسنات لفظية ومعنوية لا تتصل باستخدام الألفاظ والجمل فيما وضعت له وفي غير ماوضعت له ولا تتوقف عليها مطابقة الكلام لمقتضى الحال. ولشرح هذه القواعد ومواطن استخدامها ووجوه تجميلها للعبارة أنشىء علم خاص وهو علم البديع.
وتختلف الأساليب العربية تبعا لاختلاف فنون القول وما يمتاز به كل فن ومنها: الشعر و النثر والرسائل والخطابة والقصة وغير ذلك. وذلك، لأن كل فن من هذه الفنون يختلف عما عداه في طبيعته وموضوعاته وأغراضه البيانية وحطته في الاستدلال غير ذلك. وغنى عن البيان أن الإختلاف في هذه الأمور وما إليها يؤدي حتما إلى إختلاف كل فن من هذه الفنون عماعداه في أساليبه.
ومن أهم هذه الفنون ما يسمونه فنون الأدب.فأهم ما يقام له وزن في هذه الفنون هو جمال القول ورقة الأسلوب وحسن البيان وبلاغة التعبير.و يتقسم عبد الواحد الوافي (د.س: ٢٣٥)هذه الفنون إلى أقسام كثيرة وأهمها الشعر وملتحقاته والنثر الفني والرسائل والخطابة والقصة ويختلف كل فن من هذه الفنون عن إخوته في مجالات قد سبق ذكرها.
وأهم ما يمتاز به الشعر عن إخوته أنه يتجه أولا بالذات إلى مخاطبة الواجدان والعواطف لا الإدراك والتفكير وأن غرضه الأساسي هو الإيحاء بالحقائق والاحساسات لشرح المسائل وتقريبها إلى الأذهان، ولذلك يسيطر على أساليبه الخيال.
هذا، ومما تقدم في الفقرة السابقة يتبين مبلغ انتفاع الأساليب العربية بالخيال ومدى استخدامه في مختلف الموضوعات وأثره في دلالة الألفاظ. وأما مادة هذا الخيال أي المعين الذي تقتبس منه عناصره، فقد اختلفت باختلاف البيئات والأمم والعصور، فتأثرت في كل بيئة بمقوماتها الطبيعية والاجتماعية، وفي كل أمة بنظمها الخاصة وأساليب حياتها ومما وصلت إليه في سلم الإرتقاء المادي والمعنوي.
٣. تعريب الأساليب
لم يقتصر أثر احتكاك اللغة العربية باللغات الأجنبية على انتقال مفردات اجنبية إليها فحسب، بل كان من نتائجه كذلك أن انتقل إليها بعض أساليب أجنبية . ودخول الأساليب الأجنبية في اللغة العربية قديم يتصل بالعهد الجاهلي.
ولكن هذا النوع من التعريب على قدمه لم ينشط إلا في العهد الإسلامي منذ حمل راية الكتابة فيه عبد الحميد الكاتب. ثم تكاثر ونما في العصر العباسي على يد ابن المقفع ومن تابعه من الكتاب حتى كانت نهضتنا الحديثة فرجح ميزانه وطغي طوفانه.
ومعظم الأساليب الأجنبية التي دخلت إلى اللغة العربية في الجاهلية وصدر الإسلام وعصري بني أمية وبني العباس من اللغة الفارسية، وأما الأساليب التي تجري على أقلام كتاب العرب في العصور الحاضرة فقد انتقل معظمها من اللغات الأوروبية الحديثة كالفرنسية والإنجليزية (عبد الواحد الوافي، د.س: ٢٣٨)
ويأتي تعريب الأساليب على الأنماط الآتية:
أ. قد يقع التوارد بين اللغة العربية وغيرها في الأساليب. فللعرب طائفة من الأساليب العربية الأصلية يرى مثلها في كلام الأعاجم، وتكون هناك قرائن تدل على عدم تواطؤ وعلاقة بينها. وفي هذه الحالة ليس هناك التأثر من واحدة لأخرى ولا توجد عملية التعريب لأن للعرب أساليب أصلية مستخدمة. والمثال كالأسلوب المستعمل في التنوية بالحب القديم، كان العرب
يقولون " ما الحب إلا للحبيب الأول". والافرنج يقولون "L’homme revient toujours a ses "، وكذلك الأسلوب المستعمل في شدة طلب الانتباه، كان العرب يقولون" إفتح أذنيك" والافرنج يقولون" Ouvrez les oreilles"
2.تسرب إلى اللغة العربية في العهد الأخير بعض أساليب أعجمية، كان الظاهر من حالها أنها لايعرفها العرب ولكن قد يدعى مدع عروبتها وراجعها إلى عرق في الأساليب العربية. والمثال كالاسلوب المستعمل للأفرانج "Marlglre, en dềpit"، ويترجمه العرب ب " سافرت برغم المطر" أو " سافرت بالرغم من المطر" فقبل أن يترجم مترجمو العرب هذا الأسلوب الفرنسي باستعمال " رغم"، كان " رغم" في الأصل قد استعمل في فصيح الكلام العربي مع الأشخاص لا غير كمثل" فعلت كذا على الرغم من فلان"، ولكن بعد احتكاك اللغة العربية باللغة الأجنبية خاصة اللغة الفرنسية، صار " رغم" استعمله العرب مع الأشخاص ومع غيرها.



ج. تسرب إلى اللغة العربية أساليب لانزاع لها في عجمتها، إذ لاتوجد لها نظائر في الأساليب
العربية الفصيحة. وفي هذه الحالة كان العرب يترجم تلك الأساليب على مرور سننهم وذوقهم اللغوي باستعمال المجاز أو الكناية وما إلى ذلك. والمثال كالأسلوب المستعمل للافرنج، " Jover evec le feu" فيترجمه العرب ب " فلان يلعب بالنار" وكذلك قول الإفرنج" Donner sa voix" فيترجمه العرب ب " أعطاه صوته في الانتخابات".
د. ومن الواقع في العصر الحاضر أن من الكتاب والمؤلفين ومحرري الصحف من لم تستحكم مهارتهم في اللغة العربية تؤدي بهم ترجمة الأساليب العجمية أو محاكاتها إلى الخروج عما يسير عليه الأسلوب العربي، فيأتون بعبارات مفككة ركيكة عربية المفردات ولكنها أعجمية التراكيب والنظم لاتكاد تبين عن المعاني التي يقصدونها. فهذا الوجه من التعريب، هو الذي ينبغي للعرب و لمحبي العربية أن يبذلوا جهدهم على التجنب عنه. ويعلموا على القضاء عليه.



ج. أهمية معرفة الأسلوب العربي في تعليم اللغة العربية
إن للغة العربية أساليب خاصة وهي الأساليب البلاغية واختلفت هذه الأساليب باختلاف الموضوعات. ومعرفة هذه الأساليب حق المعرفة لها أهميتها للمعلم والمتعلم في مجال عملية تعليم اللغة العربية.
والأهمية للمعلم هي تزويده بأساليب كثيرة متنوعة لتسهيله في الوصول إلى نيل الغرض المقصود في عملية التعليم الا وهو نقل المعلومات والمعارف إلى المتعلم على قدر عقله. وأما الأهمية لدى المتعلم فهي توفيره بأساليب عربية متنوعة ومعرفة استخدامها حسب موضوعاتها المناسبة حتى تساعده في فهم المعلومات والمعارف من المعلم فهما جيدا وسليما. والغرض الأقصى من معرفة الأسلوب العربي في عملية تعليم اللغة هو أن تسير تلك العملية سيرا جيدا حتى تصل إلى الغرض المقصود.





الخلاصة
إن للغة العربية أساليب خاصة وهي الأساليب البلاغية. واختلفت الأساليب العربية تبعا لاختلاف فنون القول والموضوعات، وذلك كالفن الشعري (الأدبي) الذي يمتاز بأسلوبه الخيالي والذي يختلف من الفن العلمي الذي يمتاز اسلوبه بوضوح الكلام وسهولة العبارة وبعيدة عن الخيال الشعري.
وبناء على اختلاف استخدام الأساليب العربية تبعا لاختلاف فنون القول والموضوعات فأنشئت العلوم الثلاث وهي علم البيان وعلم المعاني وعلم البديع. وتشتمل هذه الثلاث على قواعد كثيرة للأساليب العربية كالتشبيه والمجاز والكناية والنقل والإطناب والإيجاز والمساوة ومحسنات لفظية ام معنوية وغير ذلك.
وبعد احتكاك اللغة العربية باللغات الأجنبية لم يقتصر أثره على انتقال مفردات أجنبية إليها فحسب بل كذلك انتقل إليها بعض أساليب أجنبية. لذا، فمعرفة طرق تعريب الأساليب الصحيحة لها أهميتها في حفظ اللغة العربية.
ومعرفة الأساليب العربية حق المعرفة لها أهميتها للمعلم والمتعلم في مجال عملية تعليم اللغة العربية. لذا، فينبغي لكل واحد منهما أن يتعمق أنواع تلك الأساليب لكي تكون عملية التعليم تسير سيرا جيدا حتى تصل إلى الغرض المرجو.
قائمة المراجع
ابن جنى.١٩٥٦م. الخصائص. بيروت: دار الكتب
ابن منظر، محمد ابن مكرم. د.س. لسان العرب. بيروت: دار صادر.
اسماعيل صينى، محمود.١٩٨٣م. العربية للناشئين. المملكة العربية السعودية: اداراة الكتب المدرسية.
الجارم، على. ١٩٥٧م. البلاغة الواضحة. قاهرة: دار المعارف.
السكاكي. د. س. مفتاح العلوم. بيروت: دار الكتب العلمية.
الهاشمي، أحمد. ١٩٦٠م. جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع. اندونيسيا: دار احياء الكتب العربية
حسن عباس، فضل. ١٩٨٥م. البلاغة فنونها وأفنانها. الجامعة الأردونية: دار الفرقان
زين، مكرم. د. س. ولهانية الأشعار. إندونسيا: مكتبة نور الجديد.
زين العالم، محمد غفران. د.س. البلاغة في علم البيان. اندونيسيا: مكتبة والي صاعا


شمس الدين، ابراهيم. ١٤٢١هـ. مرجع الطلاب في الإنشاء. بيروت: دار الكتب العلمية
عتيق، عبد العزيز.٥ ١٩٨م.علم المعاني. بيروت: دار النهضة العربية.
عبد الواحد الوافي، على. ۱۹۸۳م. اللغة والمجتمع. جدة: مكتبة عكاظا.
عبد الواحد الوافي، علي. د.س. فقه اللغة. القاهرة: دار نهضة مصر.
مألوف، لويس. ١٩٨٦م. المنجد في اللغة والأعلام. بيروت: دار المنشورات.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar