Senin, 09 November 2009

الفرق بين مدرسة النحو التقليدية ومدرسة النحو الحديثة فى تقسيم الجملة إلى الاسمية والفعلية

الفرق بين مدرسة النحو التقليدية ومدرسة النحو الحديثة
فى تقسيم الجملة إلى الاسمية والفعلية

إمام أسرارى إمام أسراري: محاضر فى قسم اللغة العربية، فى كلية الآداب جامعة مالانج الحكومية.

Abstrak: Kalimat dibedakan menjadi dua, kalimat verbal dan kalimat nominal. Dalam bahasa Arab. Kalimat verbal (Jumlah Fi’liyah) dipahami sebagai kalimat yang diawali verba. Adapun yang diawali nomina disebut kalimat nominal (Jumlah Ismiyah). Berbeda dengan itu, bahasa Indonesia memandang kategori pertama sebagai kalimat yang berpredikat satuan verbal, sedang kategori kedua berpredikat satuan nominal (non-verbal). Perbedaan ini dapat menyebabkan kebingungan di kalangan pembelajar bahasa Arab. Berdasarkan analisis linguistic dengan cara menambahkan komplemen khusus untuk verba dan nomina, tampak jelas bahwa klasifikasi kalimat berdasarkan predikat lebih cermat dan akurat daripada berdasar urutan kata.

Kata kunci: Bahasa Arab, kalimat verbal, kalimat nominal


لقد هبت في أوربا ريح جديدة على دراسة اللغة بعد الكشف عن اللغة السنسكريتية الهنود القدماء. هذه الحركة التجديدية اللغوية فتحت آفاقا جديدة واسعة للدراسة اللغوية من وجهة النظر التاريخية في المبدأ، ثم من الوجهة الوصفية في المؤخر. من حيث الوجهة الوصفية، درست اللغة دراسة وصفية ليوصف بها ما هو كائن في اللغة بحد ذاتها. وبدأ تستقل هذه الدراسة اللغوية وشق طريقها باعتبارها علما خاصا مستقلا بعد أن كانت جُزأ لا يتجزّأ عن الدراسة المنطقية الفلسفية. فاستنتج في القرن التاسع عشر علم اللغة التاريخية وفى القرن العشرين علم اللغة الوصفية. ويعد بلومفليد (Bloom Field) ودى سوسر (De Sausere) مُنجبى علم اللغة الحديث (حسان 1979: 33-37).
وبدأ تسير الحركة التجديدية اللغوية إلى حقل دراسة اللغة العربية. فتأثر منها علماء اللغة العربية في هذا القرن بعد أن كان يتأثر أساتذتهم السلفيون من الدراسة الفلسفية المنطقية اليونانية (الأرسطوطالية) خلال الاحتكاك الذي جرى بين العرب والعقلية اليونانية. ومن أساتذة النحو السلفيين هم سيبويه والأخفش والكسائى والفراء وغيرهم (ضيف: 1982).
وفى هذا المقال يريد الباحث أن يعرف من فوارق بين المدرسة التقليدية والمدرسة الحديثة في دراستهما اللغوية بصفة عامة وفى تقسيم الجملة إلى الاسمية والفعلية بصفة خاصة. و يتناول هذا المقال البحث في (1) مفهوم الجملة عند المدرستين التقليدية والحديثة، (2) مفهوم الجملة الاسمية والفعلية عند المدرستين، (3) معيار المدرستين في تقسيم الجملة إلى الاسمية والفعلية، و (4) الجوانب الموجبة في المدرسة الحديثة بالنسبة للطلبة الإندونيسيين.

مفهوم الجملة عند المدرسة التقليدية والحديثة
قبل الكلام في مفهوم الجملة عند المدرسة التقليدية و الحديثة، ينبغي تحديدُ المصطلحَين إفادة القرّاء المعنى السوِيّ للمصطلحين حتى لا يسوء القرّاء في الفهم. إن مصطلح المدرسة التقليدية يقصد بها في هذا المقال منهج جمهور النحاة وهم البصريون في المقام الأول والكوفيون والمتتبع لمنهجهم الذي عالجوا به النحو متأثرين بالتفكير اليوناني وعلم المنطق بالذات (بدري، 1404: 12). أما المدرسة الحديثة فمنهج اللغويين الأوربيين من بلومفليد ودى سوسر والمتتبع لمنهجهما الذين يدرسون اللغة دراسة وصفية على ما هو كائن في اللغة بحد ذاتها.

مفهوم الجملة عند المدرسة التلقليدية
هناك تعريفات كثيرة عن الجملة. ولقد اتّفق النحاة التقليديون (وفيما يأتي أسميهم بالنحاة فقط) على أن الجملة هي كل تركيب يفيد فائدة تامة. كما ظهر ذلك في التعريفات الآتية.الجملة ما تركب من كلمتين أو أكثر وأفاد معنى تاما (نعمة، بدون سنة:19). كما عرّف حسن (15:1975) أنّ الجملة (الكلام) ما تركّب من كلمتين أو أكثر وله معنى مفيد مستقل (حسن، 1975: 15). لو لا يختلف التعريفان عن تعريف جارم و أمين (بدون سنة: 1) حيث يكتبان أنّ التركيب الذي يفيد فائدة تامة يسمى جملة مفيدة ويسمى أيضا كلاما.

المثال: (1) محمد في البيت.
(2) اذكروا الله كثيرا!

يلاحظ في التعريفات السابقة أن الجملة تسمى كلاما أيضا. ولا بد في الجملة من شيئين معا، هما التركيب والإفادة المستقلة. فلو قيل "بكى" فقط، فهذا ليس جملة لأنه غير مركب. وكذلك لو قيل "إذا جاء نصر الله" فلا يقال جملة لأنها غير مفيدة. والمفروض أن يجتمعا هذان الشيئان وهما التركيب والإفادة كما اجتمعا في المثالين رقم (1) و (2).
ورغم من اشتراط وجود التركيب، ليس من اللازم في الجملة أن تكون الكلمتان ظاهرتين في النطق وإنما يكفى ظهور الفعل والفاعل مستترة. كما وجد في النحو الوافي لعباس حسن حيث يقول "ليس من اللازم في التركيب المفيد أن تكون الكلمتان ظاهرتين في النطق بل يكفي أن تكون إحداهما ظاهرة والأخرى مستترة (حسن، 1975: 16). مثال ذلك:

(3) اذهب
(4) نجلس
(5) أكتب

يقال أن في هذه الأمثلة الثلاثة شيئا مستترا وهو "أنت" في رقم (3) و"نحن" في رقم (4) ثم "أنا" في رقم (5).

مفهوم الجملة عند المدرسة الحديثة
قبل تقديم تعريف النحاة الحديقة (اللغوية) للجملة أراد الباحث عرض شئ من دراستهم اللغوية. فقد درس اللغويون اللغة دراسة وصفية يعنى دراسة لما هو موجود في اللغة من العناصر. يتبيّن لهم أن كل لغة تشتمل عناصرها الأربعة وهي الأصوات والأشكال والتراكيب والدلالات. ويتفرع علم اللغة الحديثة ناتجا عن العناصر الأربعة المسبق ذكرها إلى علم الأصوات وعلم الأشكال (الصرف) وعلم التركيب (النحو) وعلم الدلالة.
وجدير بأن يقدَّم إلى القرّاء معنى علم التركيب الذي يتضمَّن موضوع هذا البحث. علم التركيب هو ما يدرس العلاقات بين كلمة وأخرى في السياق، مثل العلاقة بين الكلمات في السياق الآتي:
(6) جاء محمد أمس
(7) لي كتاب جديد

نظرا إلى علاقات الكلمات في السياقين المذكورين يلاحظ أن هناك علاقة إسنادية وعلاقة غير إسنادية. العلاقة الإسنادية تكون إذا كانت الكلمة تخبر بها أو تبين عن كلمة أخرى. مثل العلاقة بين الكلمتين في /جاء محمد/ فـ /جاء/ تبين بذاتها عن /محمد/. فالأولى مخبر بها والثانية مخبر عنها ويقال أيضا أن /جاء/ هو المسند و/محمد/ هو المسند إليه ولا يستغني كل منهما عن الآخر.
والعلاقة غير الإسنادية هي ما وجد بين كلمتين ول تسند إحداهما إلى الأخرى بل تكون ضميمة لها أي يمكن أن تحذف إحداهما وهي التي تقع موقع الضميمة مثل العلاقة في /جاء أمس/. فالعلاقة بينهما غير إسنادية لأن /جاء/ يستغني عن/أمس/. فيمكن حذفها دون إفساد المعنى فأصبحت الجملة في رقم (6) جاء محمد أمس ← جاء محمد. وكذلك العلاقة الموجودة في /كتاب جديد/ (7). يمكن أن تحذف كلمة /جديد/ حتى أصبحت الجملة رقم (7) لي كتاب جديد ← لي كتاب.
وقد سمّى اللغويون كل ما تركب من كلمتين أو أكثر وليست بينهما علاقة إسنادية عبارة. وأما ما تركّب من كلمتين أو أكثر وبينهما علاقة إسنادية فيسمّى تركيبا. والعبارة هي ما يسمّى في النحو التقليدي التركيب غير إسنادي والتركيب هو يسمى فيه التركيب الإسنادي (بدري: 76).
نفهم مما سبق بيانه أن التركيب يتضمن المسند والمسند إليه. والمسند في التركيب قد يكون فعلا وقد يكون غير فعل. التركيب الذي يكون المسند فيه فعلا يطلق عليه تركيب فعلى مثل:

(8) على يصلى (مسند فعلى)
والتركيب الذي يكون المسند فيه غير فعل يطلق عليه تركيب غير فعلى مثل ذلك:

(9) على تلميذ (مسند اسمي)
(10) على مجتهد (مسند وصفى)

بعد شرح الأشكال اللغوية قليل الذكر ينطلق منه الباحث إلى عرض مفهوم الجملة عند المدرسة الحديثة حيث يقال أنها كل نطق وقع بين سكتتين أولهما بداية كلام أو نهاية كلام سابق والثانية منهما انتهت بتنغيم يحسن السكوت عليه كتنغيم التقرير والاستفهام وغيرهما (بدري: 5) وأضاف بدري أن هذا النطق قد يكون في شكل عبارة أو كلمة أو تركيب.
ذلك يناسب تماما بما عرفه بلومفليد في كتاب Language (1969) بقوله: الجملة شكل لغوى مستقل ليس مضمنا نحويا داخل بناء لغوى أوسع،1 معنى ذلك قد تكون الجملة في شكل كلمة أو عبارة أو تركيب واحد أو أكثر. مثل ذلك:

(11)- "الماء"
(12)- "في الكوب"
(13)- الماء فى الكوب.

يلاحظ في المثال رقم (11) جملة على شكل الكلمة الواحدة وهي /الماء/. هذا يجوز إذا جآءت في موقف معين مثل أن تجيئ بعد سؤال أو طلب. أما المثال رقم (12) فمن الجمل و هي في شكل العبارة وهي جر ومجرور/في الكوب/. ويشترط ذلك أيضا مجيئها إجابةً لسؤال. والمثال رقم (13) هو الجملة على شكل التركيب وهي التي يجتمع فيها المسند والمسند إليه. في هذه الحالة لا يشترط اعتماد النطق على سؤال أو كلام سابق.
هذه الأمثلة الثلاثة تعد جملة رغم من اختلاف طول تركيبها (التركيب عند النحو التقليدي) لكونها غير مضمنا في شكل لغوى أوسع. ولكن إذا كان هذا النطق مضمنا في شكل لغوى أوسع لا يعد جملة لأنها حينئذ لا تصلح السكوت عليه. مثال ذلك كلمة /الماء/ في المثال رقم (13) والعبارة /في الكوب/ في نفس الرقم، إذ أن /الماء/ فيها لا تقع بين سكتتين. وحتى التركيب/ الماء في الكوب/ في المثال الآتي لا تعد جملة، لأن السكوت لا يصلح عليه.

(14) الماء في الكوب حار.

ها هو مفهوم الجملة عند المدرسة الحديثة وقسم اللغويون الجملة إلى الجملة البسيطة والجملة المركبة فالجملة التركيبية. الجملة البسيطة هي ما تكونت من تركيب واحد فقد مثالها:

)15)- المطر غزير.

والجملة المركبة تتكون من تركيبين مستقلين أو أكثر. المثال:
)16)- البيت جميل والسور فاسد.

أما الجملة التركيبية فهو ما تتألف من تركيبين أو أكثر أحدها غير مستقل، يعنى التركيب الذى سبقه أداة شرط (17) أو التركيب الذى وقع نعتا أو ضميمة لشكل لغوى أوسع (18).

)17)- إذا ذهبت ذهبت معك.
(18)- جاء تلميذ حقيبته جديدة.

بعد هذا العرض يتبين لنا الفوارق بين الوجهتين في الجملة. وهذه الفوارق هي (ا) يشترط في الجملة عند النحاة التركيب والإفادة معا بينما لا يشترط فيها عند اللغويين إلا الإفادة، (بـ) يشترط فى الجملة عند اللغويين وقوع النطق بين سكتتين، (جـ) يشترط فى الجملة عند اللغويين استقلال النطق، و (د) يمكن أن تأتى جملة اللغويين فى شكل كلمة وعبارة إذا سبقهما سؤال أو تقع فى موقف مناسب.
وإذا قارنّا بين المفهومين والأداء اللغوي نجد أن مفهوم الجملة عند اللغويين أنسب له. يجرى بين الناس كلامهم المفيد فى شكل كلمة واحدة أو عبارة. مثل أن يقول أحدُهم "زهرة" ونحن نفهم أنه ينادى بنته "زهرة". ويُرى حريق فى بيت فصرح أحد "النار، النار!". نفهم ذلك أنه يطلب العون وهكذا. لذلك لعله ليس من الجرح أن يفضَّل المفهومُ الحديث على المفهوم القديم.

الجملة الاسمية والجملة الفعلية عند المدرستين
انطلاقا من مفهوم الجملة الذي حدّده اللغويون، انتقل البحث إلى اختلاف المدرستين في نظرهما إلى الجملة الاسمية و الفعلية.


الجملة الاسمية والجملة الفعلية عند المدرسة التقليدية
لقد قسم النحاة الجملة إلى قسمين، الاول الجملة الاسمية والثانى الجملة الفعلية. والجملة الاسمية هي التى تتألف من المبتدأ و الخبر. المبتدأ هو الاسم المرفوع فى أول الجملة الاسمية، أما الخبر فهو الكلمة المرفوعة المتممة للمبتدأ (ضيف، 1982: 137-139). شرح الغلايين المبتدأ بأنه هو المخبر عنه أو المسند إليه، والخبر هو المخبر به أو المسند (الغلايين، 1984: 257). و إلى القرّاء المثال التالي:

(19)- الحافلة مزدحمة.

كلمة /الحافلة/ فى المثال السابق مخبر عنه، وكلمة /مزدحمة/ مخبر به، يعنى يخبر المتكلم عن السيارة بأزدحام، وباعتبار آخر يقال أن الازدحام اسند إلى السيارة. فالسيارة المسند إليه ومزدحمة المسند.
فى ضوء رأى ضيف آنف الذكر تعرّف و تحدِّد المدرسة التقليدية المبتدأ أنه هو الاسم المرفوع فى أول الجملة الاسمية. لذلك يمكن تعريف الجملة الاسمية بأنها ما بدأ باسم ويتمّها جملةً الخبر. كما كتب نعمة (بدون سنة) فى كتابه "ملخّص قواعد اللغة العربية" إن الجملة هي ما بدأ باسم أو ضمير.
أما الجملة الفعلية فهي كل ما تركب من فعل وفاعل (جارم وأمين: 39). فما هو الفاعل؟ وما هو الفعل؟. الفعل كما كتبه النحاة كل لفظ يدل على حصول عمل فى زمن خاص سواء كان فى الماضى مثل /جلس/ أو فى الحال مثل/يجلس/ أو فى المستقبل مثل/اجلِس/. والفاعل هو المسند إليه بعد فعل تام معلوم أو شبهه ( الغلايين، 1984: 138). إذن الجملة الفعلية هي ما يتكوّن من فعل ثم يليه فاعل (يتقدم الفعل على الفاعل).
شرح الغلايين عن رتبة الفاعل حيث يقول أن الفاعل لا بد أن يقع بعد المسند. فإذا تَقدَّم ما هو فاعل فى المعنى، يقول النحاة أن فاعل الفعل كان ضميرا مستترا يعود إليه. مثال:

(20)- المسافر ذهب.

كلمة /المسافر/ رغم من كونها فاعلا فى المعنى، لا تُعَدّ و لا تُعتَبَر فاعلا لأنها تقدمت على الفعل، فأصبحت مبتدأ. وإذن، ما الفاعل فى هذه الجملة إلا ضمير مستتر عائد إلى /المسافر/.

(21)- المسافرون ذهبوا.

/المسافرون/ في (21) مبتدأ وليس فاعلا لتقديمها على الفعل. و/- وا/.فى /ذهبوا/ ضمير فاعل. معنى ذلك أن الجملتين رقم (20) و(21) ليستا فعلية وإنما إسمية خبرهما جملة فعلية.
واختصارا للقول، يقال أن الجملة الاسمية عند النحاة أو المدرسة التقليدية هي ما بدئ باسم والجملة الفعلية ما بدئ بفعل (نعمة، بدون سنة: 19).

الجملة الاسمية والجملة الفعلية عند المدرسة الحديثة
لقد ذُكر فى صفحات سابقة تقسيم اللغويين الجملة إلى البسيطة والمركبة فالتركيبية. الجملة البسيطة هي التى تتألف من تركيب واحد فقط. والتركيب لا بد من أن يتضمّن المسند والمسند إليه. المسند هو ما يسمى في النحو العربي الفعل والخبر وأما المسند إليه فهو ما يسمى بالفاعل ونائب الفاعل والمبتدأ.
وعلى أساس شكل المسند الوارد في التركيب، قد قسم اللغويون التركيب إلى قسمين: (1) التركيب الفعلي و (2) التركيب غير الفعلي. ولكن لمّا يجدِ الباحث أي نص صريح يدل على تقسيم الجملة إلى الفعلية وغير الفعلية. رغم ذلك، فى ضوء تعريف الجملة البسيطة وتقسيم التركيب الفعلي وغير الفعلي، يمكن أن تنقسم الجملة إلى قسمين وهو الجملة الاسمية والحملة الفعلية.
كتب بدرى فى "التقسيم الهرمى للوحدات البنائية للغة العربية" التركيب غير الفعلي هو ما كان مسنده وحدة غير فعلية سواء أكان في شكل كلمة غير فعلية أم عبارة غير فعلية أم تركيب غير فعلي و يأتى مثال لذلك في (22) إلى (24).

(22)- هذا كتاب (كلمة إسمية)
(23)- هذا كتاب جديد (عبارة إسمية)
(24)- هذا الكتاب غلافه جميل (تركيب غير فعلي)

على هذا البيان يمكن تعريف الجملة الاسمية بما كان المسند فيه غير فعلي في شكل كلمة أو عبارة أو تركيب سواء.
أما إذا كان المسند من وحدة فعلية فهو ما يسمّى بالتركيب الفعلي. وقد يأتى المسند في هذا النوع في واحد من ثلاثة مستويات وهي كلمة فعلية أو عبارة فعلية أو تركيب فعلي. يضرب لكل منها مثاله الآتى.

(25)- يكتب التلميذ أو التلميذ يكتب
(26)- يكتب التلميذ القصيدة أو التلميذ يكتب القصيدة
(27)- التلميذ صاحِبُه يكتب مدرسة القصيدة

يلاحظ في رقم (25) المسند فيه يأتي في شكل كلمة فعلية وهي /يكتب/ وفي رقم (26) يأتي في شكل عبارة فعلية وهي /يكتب القصيدة/. وأما في رقم (27) فيأتي في شكل تركيب فِعلي وهو / صاحبه يكتب مدرسة القصيدة/، في ذلك يمكن أن يقال أن الجملة الفعلية هي ما كان المسند فيه وحدة فعلية إما في شكل كلمة فعلية أو عبارة فعلية أو تركيب فعلي.

معيار فى تقسيم الجملة إلى الاسمية والفعلية
إذا راجعنا النظر إلى مفهوم الجملة الاسمية والفعلية في المدرستين المذكورتين ودققنا فيها وجدنا فرقا واضحا فيما يتخذه كلتا المدرستين معيارا أو اساسا لتقسيم الجملة المسبق ذكرها. فقد قسم اللغويون الجملة إلى الفعلية والاسمية على أساس شكل المسند، فإن كان المسند فعلا (وحدة فعلية) تسمى الجملة بفعلية، وإن كان المسند غير فعلي (وحدة غير فعلية) تسمى الجملة بفعلية، وإن كان المسند غير فعلي (وحدة غير فعلية) فتسمى بغير فعلية (اسمية).
بخلاف المدرسة التقليدية حيث قسمت الجملة على أساس الرتبة. فإذا بدأها فعل فهي فعلية وإذا بدأها اسم فهي اسمية.
فأي المعيارين أقوى من الآخر؟ فجاء النقاش على ذلك عن طريق المثالين (27) و (29).

(28)- يكتب التلميذ
(29)- التلميذ يكتب

الجملتان من وجهة المدرسة الحديثة فعليتان. أما عند المدرسة القديمة فالجملة (28) فعلية لأنها مبدوءة بالفعل والجملة (29) اسمية لكونها مبدوءة بالاسم. وقد عدتهما المدرسة الحديثة من الجملة الفعلية لأسباب أتية.
أولا، يمكن إطالة الجملتين بنفس المُكمِّلات من المفاعيل والحال كما هو واضح في (28-ا) إلى (28-د) و (29-ا) إلى (29-د).

(28) (29)
(ا)- يكتب التلميذ كتابة الدرس (مفعول به) (ا)- التلميذ يكتب الدرس (مفعول به)
(ب)- يكتب التلميذ كتابة (مفعول مطلق) (ب)- التلميذ يكتب كتابة (مفعول مطلق)
(ج)- يكتب التلميذ صباحا (مفعول فيه) (ج)- التلميذ يمتب صباحا (مفعول فيه)
(د)- يكتب التلميذ جالسا (حال) (د)- التلميذ يكتب جالسا (حال)

ثانيا، يمكن إطالة الجملتين بِنفْس الأدوات المختصة بالفعل.
(28) (29)
(هـ)- هل يكتب التلميذ؟ (هـ)- هل التلميذ يكتب
(و) - لا يكتب التلميذ (و)- التلميذ لا يكتب
(ي)- قد يكتب التلميذ (ي)- التلميذ قد يكتب

وذلك لأنّ المسند فى الجملتين من نفس القسم من أقسام الكلم.
اما الجملة غير الفعلية – عند اللغويين – التى مسندها من وحدة غير فعلية مثل:

(30)- محمد تلميذ

فلا يمكن إطالتها بالمكمِّلات الفعلية ولكن يمكن إطالتها بالمكمّلات الاسمية مثل:

(30-ا)- محمد تلميذ مجتهد (نعت)
(30-ب)- محمد تلميذ ورسام (عطف)

ويمكن إطالتها أيضا بالاضافة مثل:

(30-ج)- محمد تلميذنا (مضاف- مضاف إليه)

وإن كانت طريقة الإطالة فى المسند الفعلِي والمسند غير الفعلي مختلفة فلا يمكن أن يقال أن الجملتين رقم (29) و (30) اسميتان لمجرد بدء كل منهما باسم، وإنما لا بد من أن تسمّى الجملة رقم (29) فعلية لكونها مسنده فعلا. وإذا اتخذ النحاة الرتبة معيارا لتقسيم الجملة إلى الفعلية والاسمية لبدء كل منهما بفعل واسم فلماذا لا يسمون الجملة المبدوءة بحرف مثل في (31) و (32) جملة حرفية؟ أو جملة ظرفية.

(31)- فى البيت ضيف.
(32)- أمام البيت ميدان.

بعد هذا النقاش البسيط يتبيّن أن معيار الشكل أدقّ وأقوى من معيار الرتبة. أن ما قسم اللغويون من الجملة الفعلية، تقدم مسندها أم تأخر، تتّحد في شكل المسند وامكان إطالتها بالمكمِّلات الفعلية. في حين أن الجملتين (29) و (30) اسميّتان عند النحاة لأنهما مبدوءة بالاسم. و قد عارضهم اللغويون في الرأي لأنهما تتحدان إلا في بدءهما باسم، أما طريقة إطالتهما فتختلف اختلافا تاما.

الجوانب الموجبة في المدرسة الحديثة بالنسبة للإندونيسيين
إن لهذه المدرسة الحديثة الجوانب الموجبة، إذا كانت هذه المدرسة متّـفِقة مع مفهوم اللغة الاندونيسية وتعريفها للجملة وتقسيمها. لأن الجوانب المتشابهة بين اللغتين الام والهدف في بعض عناصر اللغة تجعل تعلم اللغة الاجنبية أمرا سهلا (بالمر: 18 مترجم). لذلك لا بد من تقديم مفهوم الجملة في اللغة الاندونيسية فيما يلي:
ذكر فى كتاب Pengajaran Sintaksis أن الجملة وحدة لغوية مستقلة ينتهى في تنغيم يحسن السكوت عليه (باللغة الاندونيسية Tarigan 1986:8). ذلك يناسب بمعيار الجملة عند المدرسة الحديثة، و ذلك (ا) عدم توقف على عدد الكلمات التى تكونت منها الجملة و (2) معيار تحديد النطق أو اللفظ أو الصيغة جملةً، استقلاله ووقوعُه بين سكتتين.
وقد قسم Tarigan الجملة الاندونيسية من حيث عدد التركيب Klausa الذى يتألف منه الجملة إلى ثلاثة أقسام وهي الجملة البسيطة Kalimat Tunggal والجملة المركبة Kalimat Majemuk فالجملة التركيبية Kalimat Bersusun.
إن الجملة البسيطة Kalimat Sederhana هو ما تكوّن من تركيب واحد فقط مثل:

(33) Ayah membaca "أبى يقرأ"
(34) Badan saya kurus "جسمي هزيل"

والجملة المركبة ما تكوّنت من تركيبين مستقلين أو أكثر.

(35) Ibu menjahit di ruang depan dan kakak memasak di dapur
"أمي تخيط فى غرفة الامام وتطبخ أختى فى المطبخ".

أما الجملة التركيبية فهي ما تكونت من تركيبين أو أكثر أحدهما غير مستقل.
وانقسمت الجملة فى اللغة الاندونيسية من حيث شكل المسند إلى نوعين هما الجملة الفعلية والجملة غير الفعلية. والجملة الفعلية Kalimat Verbal إذا كانت مسندها فعلا، مثال ذلك في (36) و (37).

(36) Pak guru pulang "الأستاذ يرجع"
(37) Bayi itu menangis "الصبى يبكى"

والجملة غير الفعلي NonVerbal (وتسمى غالبا بالجملة الاسمية Kalimat Nominal) إذا كانت المسند فيها وحدة غير فعلية من اسم أو صفة مثل (38) و (39).

(38) Baju itu baru "القميص جديد" (صفة)
(39) Dia anak laki-laki "هو ولد" (اسم)

هذا وإذا قارنّا بين مفهوم الجملة – اسمية كانت أو فعلية – في اللغة الاندونيسية والعربية الحديثة نجد المساواة بينَهما في (ا) معيار الجملة و هو استقلال الشكل اللغوي ووقوعه بين السكتتين و (ب) معيار تقسيم الجملة إلى الفعلية والاسمية و هوشكل المسند وليس الرتبة.
نستلخص هنا أن وجهة المدرسة العربية الحديثة متفقة بما في اللغة الاندونيسية من مفاهيم وتعريفات. لذلك إذا اتبع مُدرّسوا العربية المدرسة الحديثة في تعليمهم للغة العربية ليسهل الطلبة الاندنيسيون فى تعلمهم لها. لكن إذا اتبعوا المدرسة التقليدية فسوف يشعر الطلبة بالصعوبة الكثرى.

الخلاصة
1- يختلف مفهوم الجملة عند النحاة عن مفهومها عند اللغويين. وذلك أن يكون في جملة النحاة تركيب الكلمات والإفادة معا، وفي حين تشترط جملة اللغويين الإفادة دون التركيب، بالإضافة إلى أن يقع النطق مستقلا بين سكتتين.
2- يختلف تعريف الجملة الفعلية والاسمية في المدرستين. الجملة الفعلية عند النحاة ما بدئ بفعل والاسمية ما بدئ باسم سواء أن يكون المسند فيه فعلا أو اسما. بينما الجملة الاسمية عند اللغويين ما كان مسندها اسما وإذا كان المسند فعلا فهي فعلية.
3- إنما معيار تقسيم الجملة إلى الفعلية والاسمية في المدرسة القديمة الرتبة وكما أنما معيارالمدرسة الحديثة في هذا التقسيم شكل المسند.
4- معيار الشكل أقوى وأكثر موضوعيا من معيار الرتبة.
5- وجهة المدرسة الحديثة العربية تتّفق مع المفاهيم في اللغة الاندونيسية.
المراجع
بدرى، كمال إبراهيم. (بدون سنة). التقسيم الهرمى للوحدات البنائية للغة العربية (مذكورة غير منشورة) قسم تأهيل المعلمين – معهد العلوم الاسلامية والعربية.
بدرى، كمال إبراهيم. 1404. الزمن فى النحو العربي. (ط) ا. الرياض: دار أمية.
بالمرهارولد.بدون سنة. أساس تعليم اللغة الاجنبية (مذكورة غير منشورة. مترجمة). جاكرتا: قسم تأهيل المعلمين - معهد العلوم الاسلامية والعربية.
جارم، على و أمين، مصطفى. (بدون سنة). النحو الواضح. مصر: دار المعارف.
حسن، عباس. 1975. النحو الوافى (ط) 5 . مصر: دار المعارف.
حسان، تمام. 1979. مناهج البحث فى اللغة. المغرب: دار الثقافة.
ضيف، شوقى1982. تجديد النحو. مصر: دار المعارف.
ضيف، شوقى. 1986. تيسير النحو التعليمي قديما وحديثا مع منهج تجديده. قاهرة: دار المعارف.
الغلايين، مصطفى. (1984). جامع الدروس العربية. (ج) 2. بيروت: دار الفكر
نعمة، فؤاد. بدون سنة. ملخص قواعد اللغة العربية. (ط) 7 .مصر: مطبعة نهضة.
Tarigan, Henry Guntur. 1986. Pengajaran Sintaksis. Bandung: Penerbit Angkasa.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar